The Basic Principles Of حوار مع النخبة



الشريدة والهناندة و السقاف في جولة تفقدية لسير العمل في مركز الخدمات الحكومي في العقبة

.- تستأثر باهتمام دولي متزايد؛ بعدما ظلت حتى وقت قريب تعد شأنا داخليا محاطا بجدار سميك فرضته سيادة الدول، وهذا ما شكل في أحد جوانبه رادعا معنويا في مواجهة مختلف الأنظمة الديكتاتورية.

محمد سليم العوا: لقب، عين أعيان جدة، جدة فيها أعيان كثير عين هؤلاء الأعيان الشيخ محمد ناصيف الله يرحمه، وكان له مجلس مليء عامر بكبار القوم الذين يأتون من كل أنحاء العالم الإسلامي ولم يكن من كبار الأغنياء ولكنه كان من عظماء الشرفاء ذوي الكرامة والعطاء والحدب على الفقير ويبذل جاهه في سبيل خدمة من يحتاجون إلى خدمة، دول الأعيان.

فالثمن الذي تدفعه المجتمعات ذات النخب الهزيلة يشمل كل مكونات الفضاء الجغرافي لها، أي الدولة والمجتمع، الأفراد والجماعات، ومستقبل الأجيال القادمة.

هذه النخبة بحاجة عاجلة لصياغة مشروع وطني لإيقاف الحرب على قاعدة الحوار السوداني-السوداني، ومنع التدخل الأجنبي في الشأن الوطني، والانتباه للاستهداف المنظم الذي يعمل على بثّ اليأس ونشر الكراهية وسط الأجيال الجديدة، وليحدث ذلك فعليهم التخلي عن التمحور حول الانتماءات الصغيرة لصالح الانتماء للوطن الكبير؛ لأن الأحداث الجسام تتطلب قادة حكماء.

وهو المعنى الذي رآه الإمام الراحل الصادق المهدي بحكمة السنين، حين قال: "أرفض تغيير نظام البشير بالقوة، وأكافح التيار القبلي والعنصري"، ولكن للأسف الشديد لم تكن حناجر "تسقط بس" الصاخبة لتسمح لأصوات الحكمة أن يتردد صداها في ذلك المشهد المشحون.

يعتبر ذلك القرار وسيلة مهمة لتنفيذ الخطة الاميركية والغربية الساعية إلي زرع اليأس وإختراق المجتمع السوداني بالرسائل السالبة الهادفة إلي تغيير هويته عبر الوسائل الناعمة ، وهي الخطة التي ساهمت مع عوامل أخري في إشعال الحرب التي تتواصل منذ أكثر من عام ، وتتمدد أفقيا ورأسيًا وبسببها تتعرض وحدة البلاد ومستقبلها لخطر الإنقسام الوشيك ، ومنذ إندلاع الحرب ومع تعدد المبادرات الخارجية تقف النخبة السودانية بجميع توجهاتها الفكرية والسياسية عاجزة وحائرة عن طرح أي مشروع وطني جاد ، ولا شك أن حالة العجز والحيرة هذه ليست وليدة اللحظة الراهنة ولكنها نتيجة نهائية ومحصلة حتمية لمسيرة طويلة من التآكل تعرّف على المزيد الداخلي والإنهاك الخارجي لازمت النخبة السياسية السودانية منذ بواكير تأسيسها وسيطرت علي عصب التفكير فيها ، وفي تقديري هناك سببين رئيسيين لهذه الحالة ، أحدهما داخلي يتعلق بتركيبة هذه النخبة وإخفاقاتها المتواصلة ، والثاني خارجي مرده للإستهداف المنظم الذي تعرضت له البلاد بصورة ممنهجة ومنظمة لفترة طويلة ..

ومع ذلك، فهم منخرطون في العمل السياسي حتى وإن كانوا لا يستخدمون مصطلح "سياسة". وإلا كيف لنا مثًلا أن نصف ما يُسمى في سوريا بـ"التنسيقيات المحلّية"؟ أو لجان التنسيق؟

كما تمكنت العديد النخب العسكرية العربية من الانتقال إلى الحكم عبر الانقلابات باسم هذه الشعارات؛ غير أن الممارسة الميدانية أبانت بشكل واضح محدودية هذه الجهود في بناء دول قوية وتحقيق تنمية شاملة وإقامة أنظمة ديموقراطية.

Your browser isn’t supported anymore. Update it to get the ideal YouTube expertise and our newest functions. Learn more

انهيار المنظومة التعليمية، حيث لم تتخرج دفعة واحدة في الجامعات طوال سنوات حكمهم.

ومن منطلق اقتناعها بدور الإعلام و"الثقافة" في تكريس هيمنتها والترويج لأفكارها؛ فقد حرصت هذه الأنظمة على تجنيد وسائل الاتصال لخدمة أغراضها واستمالة عدد من "المثقفين" إلى صفها بالتهديد والوعيد تارة والإغراء والكرم تارة أخرى؛ الأمر الذي أدى إلى نشر ثقافة سياسية منحرفة تكرس الاستبداد والتعتيم.

الأمر الذي أزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمختلف الأقطار العربية وأثر بالسلب على أداء النخب السياسية الموازية الأخرى وضيق من هامش تحركها وحال دون بلورة أدوارها المفترضة.

وبغض النظر عن الأسباب الموضوعية التي أدت لقيام تلك ( الثورة ) التي أطاحت بنظام الإنقاذ الوطني فإن نتائجها تبين أن الهدف كان هو إزاحة أكبر كتلة إجتماعية وسياسية متماسكة من حيث الرؤية والبناء والقدرة في المحافظة علي التماسك الوطني ، كونها كتلة تضم أطيافا إجتماعية واسعة ومتنوعة وقوي سياسية مختلفة إستطاعت إدماج قوي الريف المنتجة والمجتمع الأهلي مع القطاع الحديث من الطبقة الوسطى والتشكيلات العسكرية المختلفة ، وإذا توافرت الحكمة الوطنية التي تقدم الصالح العام لدي النخبة في ذلك الوقت وترفعت تحالفات المعارضة عن الإستجابة للمشروع الأجنبي للتغيير كان يمكن تطوير ذلك التحالف العريض بالإصلاح المتدرج الذي يحفظ إستقرار الوطن ويجنبه مزالق التغيير العنيف الذي كان واضحا أن تياره سيقتلع القديم دون ان تكون له القدرة علي إعادة البناء ، وهو المعني الذي رآه الإمام الراحل الصادق المهدي بحكمة السنين حين قال ( أرفض تغيير نظام البشير بالقوة وأكافح التيار القبلي والعنصري ) ولكن للأسف الشديد لم تكن حناجر ( تسقط بس ) الصاخبة لتسمح لأصوات الحكمة أن يتردد صداها في ذلك المشهد المشحون بالغبائن ونار الإنتقام ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *